كتاب "الربح أولاً" لمايك ميخالوفيتش دليل شامل لكيفية تحويل نظام إدارة الأعمال إلى عملية مربحة ومستدامة، ويوفر الكتاب استراتيجيات مالية مبتكرة تساعد رواد الأعمال على وضع الربح كأولوية أساسية وليس كفكرة متأخرة بعد تغطية النفقات، ويعتمد الكتاب على قلب معادلة المحاسبة التقليدية التي تعتمد على الطرح من المبيعات لتغطية النفقات والربح.
غالبًا ما يشعر رواد الأعمال بأن جهودهم الكبيرة لا تؤتي ثمارها، حتى وإن كانت مبيعاتهم جيدة. والسبب يعود إلى الطريقة التي يتم بها التعامل مع الربح؛ فعادةً ما يكون الربح هو النتيجة النهائية بعد تغطية جميع النفقات، ما يؤدي إلى خيبة الأمل. ولكن مايك ميخالوفيتش يقدم نهجًا مختلفًا تمامًا في كتابه "الربح أولاً" إذ يعرض طريقة جديدة تعطي الأولوية للربح في المعادلة منذ البداية. إذا كنت ترغب في معرفة كيف يمكن لهذا النظام أن يُحدث تحولًا في عملك، فإليك هذا الملخص المفصل والموجه لأصحاب الأعمال.
في معظم الأعمال، يتم احتساب الربح بناءً على المعادلة التالية: المبيعات - النفقات = الربح
بمعنى أن الربح هو الفائض بعد دفع جميع النفقات. هذه المعادلة تجعل الربح شيئًا غير مضمون.
يقلب ميخالوفيتش هذه المعادلة رأسًا على عقب ويقترح معادلة جديدة: المبيعات - الربح = النفقات
وفقًا لهذا النهج، يتم تخصيص نسبة من الربح مباشرة بعد كل عملية بيع وقبل أن يتم حساب النفقات. وهذا يعني أن الربح يأتي دائمًا في المقام الأول.
لتنفيذ هذا النظام بشكل فعال، يوصي ميخالوفيتش بفتح حسابات بنكية متعددة. كل حساب يخدم غرضًا محددًا ويعزز الوضوح المالي لك. والحسابات الرئيسية هي:
حساب الدخل: جميع الإيرادات تذهب إلى هذا الحساب.
حساب الربح: يتم تخصيص نسبة محددة من الأرباح هنا ولا تستخدم لأي نفقات.
حساب راتب المالك: لراتب صاحب العمل.
حساب الضرائب: لتغطية الضرائب.
حساب المصاريف التشغيلية: لنفقات التشغيل اليومية.
يتطلب هذا النظام تحديد نسب مئوية لكل حساب بناءً على الحالة المالية للشركة. فيما يلي بعض النسب المقترحة:
يمكن تعديل هذه النسب حسب طبيعة العمل والمرحلة التي يمر بها.
أحد العناصر الأساسية في نظام "الربح أولاً" هو تخصيص الأموال بانتظام، سواء كان ذلك بشكل أسبوعي أو كل أسبوعين. هذه الممارسة تساعد على تعزيز الانضباط المالي وتحديد الأولويات بشكل مستمر.
يوصي ميخالوفيتش بأن يمنح رواد الأعمال أنفسهم مكافآت مالية كل ثلاثة أشهر باستخدام نصف الأموال المخصصة في حساب الربح. يظل النصف الآخر في الحساب للحفاظ على استقرار مالي طويل الأجل.
من خلال تخصيص الأرباح والنفقات بشكل منتظم، يفرض هذا النظام انضباطًا ماليًا ويساعد أصحاب الأعمال على تجنب التصرفات المالية العشوائية. يمنحك هذا القدرة على رؤية صورة واضحة لأموالك وكيفية استخدامها.
إدارة التدفق النقدي تصبح أسهل باستخدام هذا النظام. بفضل الحسابات المنفصلة، يتم توجيه الأموال إلى الأماكن المناسبة، ما يساعد في التخطيط المالي الدقيق واتخاذ القرارات الحكيمة.
من خلال ضمان وجود أرباح منتظمة وتخصيص الأموال للضرائب وراتب المالك، يقلل نظام "الربح أولاً" من الضغوط المالية ويسمح لك بالتركيز على تنمية عملك دون القلق المستمر حول النفقات.
كان عند جين متجرًا صغيرًا لكنها تعاني من التدفق النقدي ولم تحصل على أجر منتظم منه بل تصرف عليه من جيبها الخاص، وبعد أن طبقت نظام "الربح أولاً"، تحسن وضعها المالي خلال ستة أشهر فقط. أصبحت قادرة على تخصيص راتب ثابت لنفسها وتغطية الضرائب دون ضغوط مالية كبيرة.
شركة توم الناشئة التي كانت تواجه صعوبات في تحقيق الربحية رغم النمو السريع، وبعد تطبيق نظام "الربح أولاً"، تمكنت الشركة من تحسين إدارة الميزانية ورفع الكفاءة، وأصبحت الشركة أكثر ربحية، ما أتاح لها الاستمرار في النمو بشكل مستدام.
قد يشعر بعض رواد الأعمال بالإغراء لسحب الأموال من حساب الربح لتغطية نفقات غير متوقعة. ولكن هذا قد يضر بالأرباح على المدى الطويل. الحل هو الالتزام الصارم بالتخصيص ومراجعة الحسابات بشكل منتظم.
يجب أن تكون نسب التخصيص واقعية ومتناسبة مع وضع العمل. تحديد نسب مفرطة للربح أو تقليل النفقات بشكل مفرط قد يؤدي إلى مشاكل مالية خطيرة.
من الضروري تخصيص جزء من الأرباح كاحتياطي مالي للطوارئ. هذا الصندوق يمكن أن يحمي الشركة في الأوقات الصعبة ويضمن استقرارها.
نظام "الربح أولاً" لمايك ميخالوفيتش هو استراتيجية قوية لتحويل الأعمال إلى عملية مربحة ومستدامة. من خلال قلب معادلة المحاسبة التقليدية والتركيز على الربح أولاً، يمكن لأصحاب الأعمال ضمان تدفق نقدي ثابت وتقليل الضغوط المالية. إذا كنت تبحث عن طريقة لتحقيق النجاح المالي في عملك، فلا تتردد في تجربة هذا النظام.