تغيير الوظيفة من الأشياء الشائعة اليوم بالنسبة للكثيرين سواء لدخول الذكاء الاصطناعي على طول الخط وتهديده للكثير من الوظائف، وفرض وظائف جديدة للمستقبل، لا تقلق لن نتركك وحدك في هذه الخطوة وسنخبرك بكل ما نعرف عن كيفية تغيير مهنتك بشكل سلس وما البديل؟ لأن دفن الرأس في الرمال وترك الأفكار التي تراودك لأنها لن تتركك! اقرأ المقال واعرف الخطوات التي ينبغي أن تأخذها قبل تغيير مهنتك سواء كنت طالبًا درست تخصصًا ولم تكتشف نفسك فيه، أو في الأربعين وتريد التغيير الآن!
لماذا الأربعين بالذات؟
حسنًا، هناك عدة أسباب تفسر اختيارنا لهذا السن بالذات، ففي الأربعين يكون الشخص عمل على مدار 15 عامًا كاملة، وبالتالي مع تراكم الإرهاق المهني الذي تشعر به وعدم وجود إضافات جديدة وصعوبة زيادة الرواتب يبدأ الإحباط من عملك الذي أنت فيه!
الأربعون، سن المنتصف، لا تستطيع العودة فيه إلى الخلف وتخاف من إكمال رحلة الصعود على تلك الوتيرة، قبل التفكير في تقاعد سعيد وخالٍ من الهموم، لكن هذه الفترة ستحتاج منك الصمود عشرين عامًا آخر!
فإذا كنت تعمل في مكتب أو حتى من المنزل، وبلغت سن الأربعين فلا تعتقد أن الدنيا انتهت! لأن لديك 20 إلى 30 عامًا أخرى للعمل! وربما الآن هو لحظة إلقاء طوق النجاة من أجل إعادة اكتشاف ذاتك، ولكن!
ولكن في الأربعين أيضًا، يكون كثير منا بدأ رحلة استقراره العائلية، 10 سنوات زواج على الأقل وأطفالك معك، وبالتالي تحتاج إلى التفكير فيهم قبل اتخاذ قرارك الكبير وإلى التأكد من هذا القرار سيعوضهم عن غيابك في المكتب عنهم لسنوات وسيصب في صالح قضاء المزيد من الوقت!
فإذا تُركت كل هذه المشاعر والأشياء بداخلك، قد تؤدي إلى بركان يسمى أزمة منتصف العمر، وهي أزمة حقيقية، فكيف نتصرف حيالها؟
هل النجاح في سن الأربعين ممكن؟
لم لا؟ فكم من مغنٍ وممثل وكاتب لم تدركه الشهرة إلا على أعتاب الخمسين، وكم من رائد أعمال لم يستطع النجاح بعد محاولات كثيرة إلا في بعد النضوج في الأربعين، بالعكس، يحتاج الكثير من الناس إلى وقت لينضج أجمل ما فيهم، وإذا كنا نتحدث عن النجاح فمفهومه يختلف من شخصٍ لآخر! فالنجاح لا يؤدي للسعادة دائمًا، وهناك سؤالان مختلفان يجب اليوم أن يسألهما الإنسان لنفسه، كيف أكون سعيدًا؟ كيفية الربح من الإنترنت!
صحيح أننا جميعًا نشعر بالملل، وقد نحترق في هذه السن، لكنك تبني اليوم لتتقاعد غدًا على راحتك، وهذه الأحاسيس كلها مؤقة وسريعًا ما تزول، خصوصًا أن قرار تغيير الوظيفة قرار جدّي وكبير، ويصيب الناس بالصداع أحيانًا مع أسئلته المختلفة!
- ماذا لو كان هذا القرار خاطئًا؟
- ماذا لو فقدت قدرتي على إكمال الطريق؟
- ماذا لو شعرت بالملل مرة أخرى بعد البدء وتغيير الوظيفة؟
- ماذا لو لم تدعمني شريكة حياتي في هذه الخطوة؟
ننصحك بالهدوء، وبتفكيك كل هذه الأسئلة لأنها صحية، فالناس يخافون من التغيير عمومًا وأنت بالفعل كنت مرتبطًا بدخل ثابت على مدار سنوات، ازدهرت فيها وتريد الآن هدم كل شيء أو البناء عليه من جديد، فطبيعي مع كل هذا أن تلك الفترة رمادية جدًا!
كيفية تغيير الوظيفة في سن الأربعين أو في أي مرحلة عُمرية؟
سؤال كبير! لكن الجواب بسيط للغاية: أن تقوم بها فحسب، يتعلق الأمر بالإقدام، والحياة تعطي يدها للمغامرين، لكن لا بد أن تسير على نور!
كيف تبدأ حياة جديدة في سن الأربعين أو في أي مرحلة؟
حسنًا، أول ما ننصحك بفعله عليك فعله هو تحديد شكل حياتك في السنوات الخمسة القادمة:
1- أين ستسكن؟
2- كيف سيبدو بيتك؟
3- مع من ستعيش؟
4- ماذا ستعمل؟
5- مع من ستعمل؟
6- أين ستعمل؟
7- هل ستسافر كثيرًا للعمل؟
8- هل ستقضي وقتًا أطول مع عائلتك؟
9- كيف ستبدو حياتك إن لم تعمل؟
10- كيف ترى نفسك بالفعل في المستقبل؟
11- ما هو الروتين المناسب لحياتك الجديدة؟
في البحث عن وظيفة، هناك مشكلة كبيرة في العالم العربي، إذ يبحث معظم الناس أولاً عن وظيفة، ومن ثم يبنون حياتهم حولها، وبالنسبة لنا، هذه هي المشكلة الأكبر، إذ من المهم أن تتصور حياتك ثم تختار لها الوظيفة المناسبة، وفي كثير من الحالات، لا تكون المشكلة في العمل الذي تقوم به، بل بالحياة التي تعيشها معه يوميًا من معاناة، سواء بالاختناقات المرورية أو الاحتباس في أنفاق المترو في أوقات الحر أو الروتين المتغير للعمل نفسه!
كيف تعيد اكتشاف نفسك في سن الأربعين قبل أن تخسر وظيفتك؟
بعد أن تصوّرت تلك الحياة المثالية، حان الوقت لأن تقوم بتأمل صادق لاستكشاف نفسك، والبحث عن شغفك، لتوظيفها سواءً في الوظيفة الجديدة التي تبحث عنها، أو في عملك الحالي أو في مشروع جديد تبدأه مع نفسك!
لا يتعلق الأمر بأي شيء بقدر ما يتعلّق بتحديد أعظم موهبتك وتخصيص كل الوقت الذي تعمل فيه لتنمية تلك الموهبة، وبهذه الطريقة يمكن أن تتألق أكثر في كل يوم، فمعرفة نفسك وتوظيف قدراتك هي ما سيساهم في جني ثمارٍ أكبر في تلك المرحلة الحرجة من المسؤولية والقرار الجريء! ركّز في جهود استكشافك على:
- شيء تتقن عمله
- شيء تجيده بشكل طبيعي
- شيء يستهويك
- شيء مفيد للناس، للبيئة والمجتمع
واعتمادًا على نتيجة هذا الاستكشاف في باطن قدراتك المهنية، سيتعين عليك بعد ذلك توجيه نفسك نحو أحد المسارات الأربعة الأكثر احتمالية التالية:
- نفس العمل، لكن بيئة مختلفة: هو تغيير في العتبة ليس أكثر، وبما أنك تحب المجال الذي تعمل فيه لكنك لا تحب الشركة التي تعمل فيها!
- نفس الشركة، لكن منصب جديد: في هذه الخطوة يحدث تطوّر وظيفي داخلي، بما أنك تحب المكان الذي تعمل فيه، وبيئة العمل والأجواء والزملاء، وكل ما سيحدث هو تغيير منصبك!
- مهنة جديدة، بيئة جديدة: هنا ستكون عملية إعادة اكتشاف ذاتك شاملة، إذ ستقوم بتغيير الوظيفة بالكامل، إلى وظيفة أخرى جديدة تمامًا أو إلى إنشاء مشروعك الخاص!
- العمل الحر: رحلة الاستقلال والانطلاق في ريادة الأعمال، سواء بإنشاء مشروع وفريق خاص بك واستغلال خبراتك في مهنتك أو بالانطلاق في العمل من المنزل بشكل حر والربح من الإنترنت، أو بإنشاء متجرك الإلكتروني أو بالعمل في الدروبشيبينج وبيع المنتجات دون شرائها أو تخزينها أو حتى شحنها للعملاء!
لا نخفيك سرًا، أن هناك خيارًا خامسًا: وهو البقاء في نفس المنصب، بنفس الشركة، لكن بما أنك تقرأ هذا المقال، فليس من المنطقي أن تتبع هذا الخيار لأنك تحاول تغيير وضعك المهني الآن! والخطوات التالية مهمة للغاية في هذه الرحلة!
كيفية تغيير الوظيفة؟ خارطة طريق مجربة في 10 خطوات!
عندما نتحدث مع الكثير ممن يريدون تغيير الوظيفة، تظهر المشكلة الأساسية وهي عدم معرفتهم كيفية تحرير أنفسهم من حياتهم السابقة أو الحالية على الأقل، لأنهم لا يرون الطريق بوضوح، وهذه الخطوات ستعيد لك اكتشاف الطريق الصحيح والإقدام بقلب مطمئن:
#1 الالتزام بالتغيير، وتحديد موعد له
من الضروري أن تقوم بتحديد موعد لنفسك، سواء بالتخطيط لهذا التغيير في الأشهر الـ 12 أو 24 أو 36 القادمة مثلًا لكن لا تفوّت خذا الموعد وجهّز نفسك للانطلاق فيه لرحلتك، وإن قمت بالتسويف، يمكن أن يظل هذا الباب مفتوحًا فلا أنت تتقدم في حياتك المهنية الحالية، ولا أنت تفعل شيئًا للمستقبل!
#2 ادرس وظائف المستقبل
صحيح أن القائمة ليست نهائية ولا أحد يعلمها على وجه التحديد، ولكن من الذكاء أن تدرس وظائف المستقبل المختلفة لأن العالم يتغير وسوق العمل ستغير كذلك، ودراسة الاتجاهات الحالية والمستقبلية أساسي في رحلتك لمعرفة أين يمكن أن توجه بوصلتك باطمئنان!
#3 تأمل في أعظم مواهبك
هذه الخطوة أساسية، ويجب أن تفكر في أن تحصل على مساعدة لإكمال استكشافها، فإذا لم تكن اليوم سعيدًا بوظيفتك وتسأل جوجل كل صباح "كيف أغير وظيفتي" فقد حان الوقت لاستكشاف موهبتك العظيمة وما تجيده وتتقنه في هذا العالم، لأن قيمة كل امرئٍ ما يُحسنه!
تغيير وظيفتك دون التفكير في سبب التعاسة التي تسببها لك وظيفتك الحالية، هو بمثابة حرق الأرض لبذر بذور جديدة ولنباتات زينة قد لا يكون عليها طلبًا في السوق! وبالتالي لن يتغير شيء، وعدم الرضا المستقبلي قد يصاحبك في المكان الجديد الذي توجهت إليه!
4 عزز تفكيرك
إن إعادة اكتشاف نفسك إلى نسخة أفضل، هي قبل كل شيء، طريقة لمعرفة ذاتك وتحقيقها وتمكينها وإضافة قيمة في هذا العالم، بالطبع ستتخلى عن بعض الامتيازات التي كسبتها لسنوات، بالطبع قد لا تملك كل الإجابات ولكن هذا الوضوح لا يتعزز فقط بالتفكير لكن بالإقدام!
لهذا السبب، في هذه العملية من اكتشاف الذات عند تغيير الوظيفة، سيتعين عليك تحرير نفسك من المعتقدات التي تقيّدك ومنح نفسك الفرصة والتعويل على رحلتك التي درستها جيدًا!
5 – فكّر مع شريك حياتك
عندما تتقدم بما فيه الكفاية في رحلة استكشافك، وتقتنع أن هذا الطريق هو الأصوب لك، وتواجه نقطة اللاعودة، تحوّل من التفكير إلى التفسير للمحيطين بك، وتقديم رحلة تغيير الوظيفة الجديدة إلى الناس المحيطين بك والذين تعيش معهم سواء كانوا الأصدقاء أو شركاء الحياة أو غيرهم!
الخوف من التغيير شيء بشري، وعادة ما تذهب هذه المخاوف إلى ما هو أبعد من المال والأمان المعيشي، ففي هذا الوضع أنت تتغير، حياتك تتغير ودخلك يتغير، بينما الشريك هو الثابت في تلك الرحلة كما كان في الرحلة التي سبقتها!
6 - التدريب
لا توجد عملية من عمليات تغيير الوظيفة دون استثمار قوي في تدريب نفسك، فأنت حرفيًا تبدأ من الصفر وفي كثيرٍ من الأحيان لن يكون التغيير جذريًا، ولكن إذا كنت تنوي إحداث ثورة في نمط الحياة، فمن المحتمل أن تضطر إلى التشكيك في العمل المستقل، أو في إنشاء متجر إلكتروني لخدماتك أو منتجاتك، لهذا التدريب مهمته الكبرى إكسابك العديد من المهارات الناعمة التي تشجعك على الإقدام بثقة!
تدريبات يمكن أن تأخذها في سن الأربعين؟
بشكل عام، في هذا العمر أنت تملك مخزونًا من الخبرة كبير يقارب 20 عامًا من الخبرة العملية، وبالتالي أنت تعلم الكثير عن مجالك، واحترافي فيه بشكل كبير، ومهما كانت وظيفتك الجديدة ستحتاج إلى:
- التواصل بشكل أفضل
- تسويق نفسك بشكل أفضل
- تنظيم نفسك لتكون أكثر إنتاجية
- التحكم بشكل أكبر في عواطفك
- الاعتماد على الذكاء الاصطناعي
- الاهتمام باتجاهات الأتمتة في مجالك!
7 تسويق نفسك، الوصول والتواصل
مهما كانت خياراتك في إعادة اكتشاف نفسك، فإن توصيتنا الأولى لك هي أن تنشئ علامة تجارية شخصية، تعكس فيها خبراتك، ولا يجب أن تنتظر اكتشاف نفسك لبناء تلك العلامة التجارية الشخصية والتسويق لنفسك والوصول والتواصل بل من الآن يجب أن تبدأها!
8 تواجد في السوق
سواء كان لديك مشروع خاص بك أم لا، بدأت أم لم تبدأ، قمت بتغيير الوظيفة أم لم تغيرها من المهم أن تشارك في محادثات الناس وأن تتواجد في السوق كخبير في مهنتك! سواء على لينكد إن، وفي الفعاليات المختلفة على الأرض، قدّم فيها وأطلق لنفسك العنان!
9 – أطلق العنان لنفسك
نعم، واحتفل بخطواتك وإنجازاتك، لأنك أكثر وعيًا الآن من أي وقت مضى، وتلك هي الحياة التي تريدها لا التي فرضتها عليك الحياة والظروف أو الأهل، احتفل بإطلاق حلمك للعالم، انظر للوراء وللمدى الذي وصت إليه واشعر بالامتنان لإعادة استكشاف نفسك واختيار طريقها!
10 تحلّى بالصبر
الآن بدأت الخطوة، لا تقف أو تهتز، مهما كانت الخطوة منصبًا جديدًا، مهنة جديدة، أو مشروع لبيع المنتجات والربح أونلاين، اصبر وركّز جهودك على النمو طويل المدى، وحسّن مع الوقت من أدائك، بعد مراقبته ولا تنسى أن وجود دليل أو مرشد مهني لك قد يساعدك في هذه الخطوة وأن طرق الربح التلقائي الجانبية على الإنترنت، كالتسويق بالعمولة، وإنشاء متجرك الإلكتروني، وإنشاء متجر دروبشيبنق، وغيرها من الأفكار!
قبل أن تذهب
نشجعك إن تكاثرت عليك أفكار تغيير الوظيفة أن تعرف السبب، وأن تبدأ الآن في إنشاء متجر إلكتروني لعرض منتجاتك وبيعها وتحقيق دخل إضافي قبل أن تأخذ هذه المغامرة دون ظهير أو سند مالي لك! وأثناء تغيير الوظيفة الحالية ننصحك كذلك بالاقتصاد وتخطيط الإنفاق المالي بحكمة حتى لا تتأثر، انتقل إلى الضروريات وحاول ترشيد الاستهلاك قدر الإمكان واستثمر أكثر في نفسك وفيما سيساعدك على التميز في مسارك الجديد، وعلى كل حال، نتمنى لك التوفيق في كل مساراتك في الحياة، والسعادة والربح، والراحة كذلك! إن كان لديك سؤال أو استفسار، نرجو منك تركه لنا في صندوق التعليقات بالأسفل!
تعليقات