لم أتوقع في يوم أن أجد لافتة “اشتري الآن وادفع لاحقًا” في متجر للحلويات، رغم أن حلول التقسيط ليست جديدة، إلا أنها زادت في الفترة الأخيرة وصارت دون فوائد، حيث يدفع العميل قيمة المنتج بعد استلامه بـ30 يومًا أو يقسطه على 6 أسابيع فيما فوق.
في هذه المقالة نلقي الضوء على نموذج اشتري الآن وادفع لاحقًا، ولماذا صعد نجمه في السنوات الأخيرة، وهل هناك أمور يجب أن تراعيها قبل أن تطبق هذا النموذج في تجارتك؟ وما المكاسب التي ستعود عليك من تطبيقه؟ لتعرف كل هذا وأكثر، تابع قراءة المقال 👇
معك 5 دقائق؟ أنشئ فيها متجرك وأضف خصوماتك
خدمات اشتري الآن وادفع لاحقًا أو (Buy Now Pay Later) هي عبارة عن تسهيل تمنحه المتاجر للمشترين، يسمح لهم بشراء المنتج بدون الحاجة لدفع المبلغ كاملًا في وقتها. بل يعطيهم حلول الدفع على أقساط فيما بعد وبدون فوائد.
وعلى هذا، فالجانب الأكثر فائدة من خدمات اشتري الآن وادفع لاحقا هو أن البائع يتلقى قيمة المبلغ كاملًا من مزود الخدمة مثل “فاليو” مطروحًا منه العمولة التي سيأخذها والتي تبلغ في الغالب من 2 إلى 8% من سعر الطلب.
ومع ذلك، لا تبدو هذه الرسوم شيئًا يذكر مقارنة بالفائدة المتحققة من طريقة الدفع اللاحق، لأن البائع قد حقق زيادة مبيعاته، ومزود الخدمة أخذ عمولته، ومن جهة أخرى استلم العميل منتجه ولم تمنعه ميزانيته من الشراء. ولذلك فهي من أسرع وسائل الدفع نموًا في العالم، حيث تتخطى هذه الطريقة التحويلات البنكية والمحافظ الرقمية وغيرها من طرق الدفع.
بعد أن عرفت باختصار ما هي طريقة اشتري الآن وادفع لاحقًا BNPL، دعنا نتكلم بالتفصيل عن فوائدها لك كتاجر ولعملائك.
اقرأ أكثر: الدفع الإلكتروني، ما هو ولماذا يحتاجه مشروعك؟
استخدام طريقة اشتري الآن وادفع لاحقًا شائع بشكل أكبر بين الفئات الشابة، وتحديدًا جيل الألفية، حيث يدفع 54% منهم بهذه الطريقة عند شراء احتياجاتهم، وهذا لا يمنع أن الأجيال الأكبر سنًا تستخدم هي الأخرى هذه الطريقة في شرائها. فلماذا يحب الناس الدفع بطريقة اشتري الآن وادفع لاحقا؟ حسنًا هناك ثلاثة أسباب أساسية يمكنها أن تبرر حب الناس للدفع الآجل.
على المدى البعيد، ومع عدم وجود فوائد متراكمة على التقسيط أو الدفع الآجل، يعد نظام اشتري الآن وادفع لاحقًا صديقًا للعملاء، لأنه يشجعهم على شراء احتياجات أغلى من أن تتحملها ميزانيتهم.
وقد ساعد هذا النموذج على الأخص في وقت وباء كورونا، حينما كان القلق يسيطر على كل الناس بشأن الأمان المالي في المستقبل، وبالذات القلق من عدم القدرة على الاحتفاظ بوظائفهم في الوباء بسبب سياسات التقشف التي اتبعتها المؤسسات، ساعد هذا النموذج الناس في خفض إنفاقهم وشراء احتياجاتهم في نفس الوقت.
التكلفة الميسورة في حلول اشتري الآن وادفع لاحقًا تدفع الفئات الشابة للاستثمار في منتجات عالية الجودة وغالية الثمن، وهو ما يقلل من استهلاكهم على المدى البعيد لاستدامة المنتجات التي يشترونها نوعًا ما.
يبتعد الكثير من الشباب عن الشراء باستخدام بطاقات الائتمان والرسوم المرتبطة بها لخوفهم من المخاطرة والمصطلحات الصعبة والرسوم الخفية، لكن قد تسهل حلول الدفع الآجل على العميل أن يتحكم في إنفاقه دون رسوم خفية، لأن خطط الدفع تكون قصيرة الأجل سهلة الفهم ويتمم سدادها بشكل أوتوماتيكي مع تذكير رقمي للعميل بمواعيد السداد والمدفوعات المؤجلة.
وبهذا يتمكن المشتري من تعويض ارتفاع الأسعار بأقساط أقل على المدى البعيد وفق ما يتناسب مع خططهم بسلاسة ورؤية مدفوعاتهم القادمة ما يمنحهم الراحة.
وفقا لدراسة أجراها موقع فايندر (Finder)، فإن السبب الرئيسي لاستخدام حلول اشتري الآن وادفع لاحقًا هو سهولتها، دون حاجة إلى فحص ائتماني طويل ومرهق، إضافة إلى دمج طريقة الدفع بسلاسة في إكمال المشتري للطلب، لذا لا يتعين على العميل قطع تسوقه على الإنترنت والتقدم بطلب للحصول على التمويل من مكان آخر.
بناءً على ما تقدم من أهمية للدفع بطريقة اشتري الآن وادفع لاحقًا، لا ينبغي أن تكون رسوم الخدمة مفاجئة للبائع لأنه سيستفيد من هذه الطريقة في زيادة مبيعاته أولًا، وفي زيادة متوسط قيمة الطلب، وهذه هي المزايا المختلفة لنظام الدفع الآجل:
عندما تسمح للعميل بتوزيع مدفوعاته على 36 شهرًا أو أقل، فمن المرجح أن يقوم بالشراء، لأن ارتفاع سعر المنتج لن يعيقه عن شرائه. كل ما يحتاجه العميل هو التأكد من قدرته على الدفع في الأسابيع أو الشهور القليلة المقبلة، وبهذا ستجذب العديد من العملاء.
من المستحيل أن تتوفر فترة تجريبية لبعض المنتجات الاستهلاكية، لكن بإمكان طريقة اشتري الآن وادفع لاحقًا أن توفر للعملاء هذا، لأن العميل يمكنه تجربة المنتج والدفع لاحقًا فيما بعد دون التزام. لهذا، قد يرى العملاء أن لديك ثقة في منتجاتك بدرجة كافية تسمح لك ببيعها وأخذ ثمنها في وقت لاحق.
وفقًا لمعهد بيمارد (Baymard)، فإن نسبة التخلي عن سلة التسوق لنقص خيارات الدفع تبلغ 9%، فإذا قمت بزيادة هذه الخيارات، من خلال تضمين حلول الشراء الآن والدفع لاحقًا فسترى انخفاضًا في معدلات ترك السلة.
إذا لم يقم المنافسين بالفعل بدمج خيار اشتري الآن وادفع لاحقًا، فسيقومون بدمجه قريبًا لأنه صار اليوم اتجاهًا عربيًا وعالميًا في الشراء على الإنترنت. وإذا فشلت في مواكبة طلبات العملاء أو توقعاتهم، فللأسف ستفقد عملائك لصالح المنافسين الذين لبوا احتياجات العملاء.
في حقيقة الأمر، نظام اشتري الآن وادفع لاحقًا ميسور التكلفة، ودون فوائد على العملاء على عكس بطاقات الائتمان أو القروض، وبالتالي فهو وسيلة أكثر أمانًا، تجعل العميل يحصل على ما يريد دون خوف أو مخاطرة تجعله يحذر من الشراء منك مرة ثانية.
يمنح نظام الشراء الآن والدفع لاحقًا مرونة للعميل للشراء أكثر، وفي كل مرة يحصل العميل فيها على منتج غالي الثمن ويستمتع به في حياته سيتذكر أنك سهلت عليه حصوله على هذا المنتج، وهذا يساعد ليس فقط في زيادة مشتريات المرة الواحدة للعميل، بل وتكرار تعاملاته معك، لأن التجربة الإيجابية تعني دائمًا عودة العميل.
معك 5 دقائق؟ أنشئ فيها متجرك وأضف خصوماتك
برغم كل هذه المنافع والفوائد التي قد تتحقق لتجارتك الإلكترونية من نظام ادفع الآن واشتري لاحقًا إلا أن هذا النظام ليس جيدًا على طول الخط، لهذا تحتاج إلى وضع هذه الأشياء في اعتبارك:
لأن المنافسة الآن شرسة، على طريقة اشتري الآن وادفع لاحقًا ربما تفكر في توفير أكثر من أداة توفير هذه الميزة لإرضاء أكبر عدد ممكن من العملاء، وهذه أبرز المنصات التي توفر ميزة اشتري اليوم وادفع لاحقا:
فاليو، بوابة دفع مصرية تعد أحد أبرز اللاعبين في طريقة اشتري الآن وادفع لاحقًا، بالشراكة مع آلاف الشركات في مصر والإمارات والسعودية وتوفر المنصة للعملاء طرقًا مختلفة لتقسيم المدفوعات أو دفعها لاحقًا وبرامج مختلفة لمكافآة العملاء بعد استخدامهم للمنصة.
تم إنشاء منصة تمارا لمساعدة العملاء في الدفع في المتاجر المختلفة أو الشراء بشكل مباشر من المتاجر المختارة على موقع تمارا، ليتمكن العميل من الحصول على تمويل لمشترياته مهما كانت المنتجات التي يريدها والدفع على أقساط مختلفة دون فوائد أو مصاريف خفية.
ترفع تمارا شعار “الاختلاف لا يفسد للود قضية” في تعاملاتها مع العملاء والمستخدمين، بما في ذلك التأخير والسداد، كلها تتم مناقشتها والوصول لما يرضي المستخدم دون وجود رسوم على إغلاق الحساب أو فتحه.
تتيح منصة تابي للعملاء تقسيم مدفوعاتهم على أربع دفعات دون فوائد مع تسهيلات في الدفع ومكافآة على كل عملية شراء في صورة “كاش باك”، كما توفر المنصة باقة من المتاجر التي تبيع مختلف المنتجات بخصومات خاصة لعملاء تابي.
ترفع سيمبل (Sympl) شعار “بنقسم مش بنقسط” وتسمح للعملاء بتقسيم مدفوعاتهم على 3 أو 4 أو 5 دفعات كل أسبوع أو أسبوعين أو بالطريقة التي يرتاحون إليها، دون زيادة في الرسوم على العميل أو اجراءات معقدة، وتشترك سيمبل مع آلاف الشركاء من التجار في مصر.
تعمل شهري بنظام طلب الرصيد، حيث تطلب من المنصة رصيدًا معينًا لشراء منتج ما، ثم تسدد هذا المبلغ على دفعات حتى 36 شهرًا من خلال أمان أو فوري أو غيرها أو المحافظ الإلكترونية أو بطاقة الائتمان، ومع كل تسديد للرصيد سيعود لحسابك على شهري مرة أخرى لإعادة استخدامه في الشراء مرة أخرى.
هي منصة تابعة لمجموعة Zippay، تتعاون مع عشرات المتاجر والمولات لتسهيل تطبيق نظام اشتري الآن وادفع لاحقًا، وتتمتع المنصة بسهولة التسجيل، وتعمل عن طريق دفع جزء من المبلغ مقدمًا وتقسيط الباقي على دفعات وفق ما يحبه العملاء.
تمنحك بوست باي موافقة فورية على تمويل مشترياتك والدفع الآجل لها على 3 دفعات، يمكنك توزيعها على فترات تحددها أنت ودون رسوم إضافية أو مفاجآت في المصاريف الخفية، ورغم هذا تحاول بوست باي توعية عملائها بالإنفاق المسؤول حتى لا شتري العميل أكثر مما يتحمل.
معك 5 دقائق؟ أنشئ فيها متجرك وأضف خصوماتك
من الضروري لك كتاجر أن توفر أكبر عدد ممكن من خيارات الدفع الآجل التي تمنح العملاء فرصة لاختيار الطريقة المفضلة لهم، ويمكن أن يؤدي دمج حلول خدمات الدفع الآجل BNPL إلى:
ولا تنسى أن تضع عيوب هذا النظام في الحسبان، سواء فيما يتعلق بالرسوم المرتفعة أو لقلة وعي العملاء بهذا النظام أو بشراء العميل ما لا يقدر على تحمّل ثمنه ولو على سبيل التقسيط، لذا حاول اختيار الأداة الأنسب التي توفر خدمة الدفع الآجل، سواء كانت فاليو أو تمارا أو سبوتي أو شهري أو سيمبل أو بوست باي.
هل تريد إضافة حلول اشتري الان وادفع بعدين BNPL في متجرك؟ أضفها الآن في متجرك على ويلت بلمسة!